أوهام وأحلام تطاردني ، أوهام وأحلام تلازمني ، أوهام كالحكايات وأحلام من الأساطير !! ، تفيض بداخلي بحور من العبرات وأنهار من الأحزان !! .
عانيت منذ نعومه أظافري من تكاثر وتكدس الأحلام !! ، ليس مثل أي انسان عادي !! ، فقد كان يطاردني الحلم في كل الأوقات !! ، أثناء النوم وأثناء اليقظة !! ،
قررت الذهاب لطبيب نفسي ، ولكن ماذا سيفعل لي ؟؟ ، لعله سيعطيني مهدئاً للأعصاب أو سينصحني بنصيحه تنفعني في التغلب على هذه الأوهام اللعينة ، توجهت إلى النوم لأكون جاهزاً بالصباح لميعادي مع الطبيب .
خلدت للنوم وأحسست براحه في نومي لم يقطعه سوي الطرق على باب المنزل بقوة !! ، فعدوت مهرولاُ لأفتح الباب فلربما كان والدي قادماً من صلاه الفجر و ... ، قطعت تفكيري لكي أفتح الباب وفجأة وجدت ملثمون يوجهون لي أسلحتهم ، ترسانه من الأسلحه موجهه إلى جميع أنحاء جسدي ، على أهبه الأستعداد لقتلي في الحال ، دفعوني إلى الداخل وكمموا فمي وأحكموا وثاقي جيداً ، ثم جاءوا بوالدي ووالدتي وأحكموا وثاقهم أمامي ، سألوا والدي على أماكن مدخراته ومصوغات والدتي فلم يجب ، حينها سمعت دوي صفعه قاسيه على وجه والدي ، وجدته يتألم ولكن لم أعرف مايجب علي فعله فأنني عاجز عن الحركة والكلام ، وجدتهم يستلون سكينا رفيعاً وبدأوا في احداث جروح في جسد والدي حتى يخبرهم بما يريدون ولكن أبي لم تهتز له شعره رغم ما أحدثته السكينه الرفيعه من جروح خطيرة في جسده ، اشتاط بالملثمون غضباً وأخرج أحدهم ساطوراً وهوى به على قدم والدي بقوة باتراً أياها !! ،
صرخت بأعلى صوتي ، صرخت حتى كادت روحي أن تخرج من جسدي !! ، صرخت حتى أغشي علي !! .
استيقظت فزعاً فوجدت نفسي على فراشي ، فهرولت مسرعاً إلى غرفة والدي باحثاً عنه ولكي أطمئن عليه ، وعندما فتحت باب غرفه نومه إذ بي أراه راكعاً وساجداً لله وقدماه في مكانهما الطبيعي وهو سليم معافي !! ، فحمدت الله على أن هذا لم يزد عن كونه حلماً من نبضات أحلامي ، فصليت صلاه شكر لله وأتممت صلاه الفجر وذهبت إلى الثلاجة لأتجرع كوباً من الماء المثلج ثم خلدت إلى نومي .
استيقظت في الصباح الباكر وأتممت فطوري وهممت بالخروج إلى الشارع ، أهتممت بمظهري وهندامي وأصبحت على أهبه الاستعداد للذهاب إلى الطبيب ، خرجت إلى الشارع مبتهجاً فلربما أستطاع الطبيب معرفه دائي وعلاجي و ..... ، ماهذا ؟؟ ، دبابات ومدافع في كل أرجاء المكان !! ، المنازل مهدمه ولم يتبقى سوى منزلي ومنزل جاري المجاور لي ، ماذا حدث ؟؟ ، فجأة ظهر لي جندي بدا لي أنه أسرائيلي بلبسه الفظيع هذا موجهاً إلى رأسي بندقيته ويطلب مني خلع ملابسي علناً في وسط الشارع ، رفضت فهوى على رأسي بكعب بندقيته ومزق ثيابي شر تمزيق ، هنا تذكرت ماحدث في أبو غريب ، وانتفضت رافضاً أن يفعل بي هذا الفعل الشنيع الذي يرفضه الله وحرمه ، ولكن رصاصته سبقت صرختي و .... ، استيقظت فزعاً من هول ما رأيت ولم أصدق نفسي بأنني مازلت أحيا في هذا العالم ، وحمدت الله شاكراً اياه على نعمه علي ، ماهذا الصوت ؟ ، هذا آذان الفجر لأصلي لله داعياً اياه أن يخفف علي هذه الكوابيس .
أنهيت صلاتي وقررت عدم النوم مطلقاً حتى الذهاب إلى الطبيب ، جلست أمام التليفاز وأنا أمني النفس بعدم الوقوع فريسه للنوم مره أخرى ، وضعت شريطاً في جهاز الفيديو لأحد الأفلام ، هو من تلك الأفلام المثيره التي تجذب الانتباه إليه ، يحكي عن أحدى الجرائم الخطيره والمثيره ، لقد قتل أحد الأشخاص في منزله أثناء مشاهدته للتلفاز !! ، وترك لغزاً كبيراً للشرطة تعكف على حله ، وأثناء اندماجي لم أشعر بأي شيء يحدث في المكان ، فقد كنت شغوفاً جداً لمعرفه مرتكب هذه الجريمة ، وبدأت في التدقيق جيداً في الأحداث والدلائل لمعرفه من هو الشخص الذي أرتكب هذه الجريمه النكراء ، وأثناء هذا ظهر خيال من خلفي مخيف ، تسمرت في مكاني ولم أستطع النطق أو الحركه مطلقاً ، فلم أدري مايجب علي فعله في هذه الحاله ، وجدت الخيال وقد بدا وكأنه شخص يهم بغرس السكين في ظهري !! ، فتحركت سريعاً محاولاً تفادي الضربه ، وبالفعل وجدته قد أصاب المقعد بدلاً مني عن طريق الخطأ ، وهنا نظرت في وجهه ورأيته ، أنني لم أعرفه قط من قبل فلماذا يريد قتلي ؟؟ ، فتفطنت للأمر وأدركت بأنه حلماً آخر وطلبت منه طعني !! ، فاستعجب الرجل هذا الطلب !! ، ولكنه مالبث أن استل سكينه مرة أخرى وهم بطعني ، وفعلها بالفعل وهنا أطلقت صرخه مدويه ، صرخة أحسست معها بخروج روحي من جسدي !! ، صرخت وأحسست أنني في الواقع ولم أكن أحلم هذه المرة ، يالعجب الأقدار !! ، فالمره الوحيده التي أتيقن أن مايحدث لي حلماً أجده حقيقه !! ، هذه هي نهايتي ونهاية أحلامي التي نغصت علي حياتي السابقة ، الآن وقد قاربت من الموت ، فلابد لي من التشهد باسمه هو ، ربي ورب الكون كله ، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .